إعادة تعريف التصوير الفوتوغرافي
حفظ قيمة الصورة وسط موجة السيلفي التي تجتاح العالم –
كيف تراجعت قيمة الصور بفعل مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح مجرّد لقطات يسهل نسيانها
لمَ ما زلنا نلتقط الصور الفوتوغرافية بعد أن خسرت قيمتها الجمالية والمالية بفعل مواقع التواصل الاجتماعي وموجة السيلفي.
نحن نعيش في عصر السرعة. بالكاد نملك الوقت لنفكّر، فما بالك بتقدير التفاصيل الدقيقة في الصور الفوتوغرافية، وامتلاك الحس الإبداعي لفهم ما يقصده هنري كارتييه بريسون بعبارة “اللحظة المصيرية” التي تشهد على توثيق أجمل اللحظات.
هل ما زال من الممكن إذاً كسب لقمة العيش إذا كنت مصوّراً فوتوغرافياً يبالي بأثر تصرّفاته على المناظر التي يصوّرها؟
لا بدّ لنا من تجنّب السياحة “الجائرة”، وتقديم الدعم حصراً للجهات التي تصبّ تركيزها على حفظ الطبيعة بدلاً من استغلالها لكسب الأرباح
فكما كتب هنري بنتون: “تشكّل الطبيعة جزءاً لا يتجزّأ من حياة الإنسان، ومن دون الوعي بها واختبار غموضها الروحاني، يفقد الإنسان إنسانيّته.”
جوناثان وأنجيلا سكوت مصورا حياة بريّة وناشطان في حفظ البيئة يذيع صيتهما على مستوى العالم، وقد أمضيا السنوات الـ45 الماضية بالكتابة عن محمّية ماساي مارا الوطنية في كينيا وتصويرها وتقديم برامج تلفزيونية عن الحياة البريّة فيها. هذا المكان بمثابة فردوس للمصورين والحيوانات المفترسة على حدٍّ سواء. مع الأسف، صبّ الإعلام تركيزه على هذه المحمية في السنوات الماضية لأسباب مسيئة، تتمثّل بالأسلوب الفوضوي الذي تتمّ إدارتها به، وانعدام احترام الحياة البرية على يد الكثيرين من مرشدي السفاري والزوّار والمصوّرين بشكلٍ خاص. لهذا السبب، أطلقا في العام 2021 مبادرة الطبيعة المقدّسة التي لا تبغى الربح، وتنشر أسس التعامل مع الطبيعة خلال رحلات السفاري لتحفيز الجميع على تحسين سلوكياتهم.
- Duration: 40 دقيقة